مدرب أجبر الجميع على احترامه ، فلسفة سحرية نابعة من واقعية لمدرب يعي ما يفعل ولا يسير كالأعمي خلف "موضة العام"  لمدربي أوروبا  ، يختار ما يليق لمجموعته التى لا تعد الأفضل فردياً ليحصد فى النهاية او حتى الأن نتاج عمله ويضع اسم "ايهاب جلال" بين مصاف الكبار فى الدورى.

ليس لأنه الأفضل على الصعيد الفني والتكتكي أو لأنه يلعب نصف مبارياته بالكامل على أرض منافسيه أو حتى لأنه يستحوذ على الكرة أمام خصومه ويصر على تطبيق فلسفته مهما كان الوضع أو الملعب ولكنه فى الخارج متحدث لبق ، متزن ومتوازن ، يملك شخصية قيادية رياضية لا تزرع التعصب أو تقفز فى المدرجات وتصب اللعنات والغضب على الجميع لغرقها فى وهم بالإضطهاد .

بدأ ايهاب جلال المباراة بطريقة 4-1-4-1 ،رباعي دفاعي الشحات ظهير أيمن ، محمود وحيد ظهير أيسر  ،سامي ومودي مدافعين أمامهم هانى سعيد ليبرو متقدم أمامه هشام محمد وداودا فى وسط الملعب ، أحمد الشيخ جناح ايمن وتراورى جناح أيسر خلف نانا بوكو المهاجم .

عدل المدرب الشاب مرة أخرى طريقته عقب ضرب مصيدة التسلل 3 مرات واعاد هاني سعيد لثلاثي الدفاع لتتحول طريقته إلى ما يشبه 3-6-1 والتى برهنت على ذكاء جلال .

يلعب جلال بـ "مودي" صاحب القدم اليسرى فى مركز المدافع فى الناحية اليسرى فيصبح مزدوج المهام بالتغطية خلف محمود وحيد المتقدم والزيادة فى الهجوم ونفس الأمر لسامي فى الجهة اليمني ليصنع المدرب الشاب بإختياراته وعينه الخبرة نوعية مدافعين نارداً ما تجدها فى الدورى المصرى.

فى المقابل بدأ البدرى بطريقة رقمية 4-2-3-1 ، محمد هانى ، سعد ، حجازى ، على معلول  فى الدفاع ، حسام عاشور وفتحي فى وسط الملعب ، جناح ايمن وليد سليمان، جناح ايسر أجايي والسعيد خلف مروان محسن المهاجم الوحيد.

تراجع الأهلى بشكل غير مبرر فى الشوط الأول بعد أن حاول ضرب مصيدة التسلل التى نصبها المقاصة ليسجل الهدف وتبدأ مباراة دفاعية بطلها وليد سليمان الذى قدم أداءً دفاعياً رفيع المستوى مع محمد هانى فى الجهة الأخرى أوقف الشيخ علي معلول فى الدفاع وعاد أجايي لمعاونته فافتقد الأهلى أى خطورة هجومية وعزل مروان محسن المظلوم فى ظل هذا التراجع.

يحسب للبدرى الستارة الدفاعية التى فرضها وأن يعيب عليه هذا التحفظ المبالغ فيها ، يحسب لدفاع الأهلي قدرته على وضع هجوم المقاصة تحت السيطرة وتلافي ارتكاب الأخطاء والخروج بالشوط الأول بالتقدم.

الصراع التكتيكي فى الشوط الثاني كان أوضح بين المدربين حيث اعتمد البدرى على الدفاع المتقدم فى حين لم يلجأ جلال أو يمنح تعليمات بالتشتيت وظل متمسكاً بنفس فلسفته وكلفه هذا التمسك فرص للأهلى الذى استغل أخطاء لاعبي المقاصة فى التمرير.

قابل جلال تغيير البدرى المنطقى بالدفع بنيدفيد بدلاً من مروان محسن والدفع بأجايي فى الهجوم بإعادة هاني سعيد لوسط الملعب ثم سحب نانا بوكو الذى أهدر فرصتين للمقاصة ودفع بأحمد عبد الظاهر.

يحسب لإيهاب جلال ايمانه وتمسكه بوجود أحمد الشيخ حتى نهاية المباراة وكاد أن يحصد ويحل على مكافأة هذا الصبر ولكن شريف إكرامي الذى يقدم واحد من أفضل مواسمه حافظ للأهلى على الإنتصار ببراعة.

تصدر الأهلى الدورى بأرقام رائعة  وقف الحظ بجانب البدرى فى بعض الأوقات ووقف هو بجانب بعض من لاعبيه وأعادهم ، يحسب له إعادة إكرامي  ، يحسب له تقديم هاني بشكل جيد ، يحسب له الإصرار على فتحي ، ولكن هناك علامات استفهام على خياراته الفنية والتدوير والبدلاء ، وحتى الأن لم تضعه الظروف فى مواجهة هذه الخيارات.

الحرب النفسية التى تبادل فيه الأدوار مرتضى منصور رئيس الزمالك ومحمود طاهر رئيس الاهلى اصبحت مكشوفة للجميع ، لا يعنينى فى مستوى الحكام الضعيف حتى الأن سوى توحيد القرارات للحكم نفسه وللجميع ، الأهلى استفاد من أخطاء الحكام والزمالك ايضاً ، الأهلى استفاد من أخطاء نور الدين وايضاً الزمالك الموسم الحالي والمواسم السابقة ، احتسب للأهلى ضربة جزاء مثيرة للجدل واحتسب ايضاً للزمالك الموسم الماضى بنفس الطريقة والمشكلة تحديداً فى ابراهيم نور الدين حبه الشديد " للشو" واثارة الجدل وليست التحييز.

اتحاد الكرة ملزم الأن بحماية حكامه وتصحيح الأخطاء والتصدي للخروج عن النص من الجميع ، العمل بشكل مكثف ومدروس وبعيداً عن الإعلام والشو والمداخلات ، ايقاف التسريبات ونزع فتيل الصراع على رئاسة اللجنة وايقاف النزاعات الخفية - المعلنة بين من يدين بالولاء لهذا وذاك .