Notice: Undefined variable: LocalTime in /home/ahlysprt/public_html/ix/web/~header.php on line 12
الإثنين 29 أبريل 2024 05:41 صـ
أهلى سبورت

رئيس مجلس الإدارة محمد عبد الرحمن أحمد

رئيس مجلس الإدارة محمد عبد الرحمن أحمد

الرياضة المصرية

أوراق أجيري.. كيف يحرر المكسيكي المنتخب من حقبة كوبر ‏الدفاعية؟

أهلى سبورت

يخوض المنتخب المصرى أولى مبارياته تحت قيادة المدير الفنى المكسيكى خافيير أجيرى، غدًا، أمام منتخب النيجر، ضمن التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الإفريقية 2019.‏

ما طريقة اللعب المفضلة لأجيرى؟ وهل يستمر عليها أم يلجأ لشكل جديد مع الفراعنة؟ وما حجم التغييرات التى ستطرأ على أسلوب الفريق الوطنى عما كان عليه تحت قيادة ‏الأرجنتينى هيكتور كوبر؟.. هذه وغيرها من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» فى التقرير التالى.‏

‏ 1‏- «4231» خطة مؤقتة.. وأدوار هجومية لـ«الننى والظهيرين»‏
‏اعتاد المدرب المكسيكى خلال مسيرته الطويلة على التنوع فى الأشكال العددية والخططية التى اتبعها، فتارة لعب بـ«٤٣٣» وأخرى لجأ إلى طريقة «٤٤٢» ومشتقاتها، ولم يمانع فى اللعب بـ ‏‏«٤٢٣١» أو «٣٤٣»، لكن السائد والموحد لديه هو استراتيجيته وفلسفته الهجومية التى لم يتخل عنها مهما اختلفت «الرصة»، ومهما تباينت الطريقة العددية. ‏
مع الفريق المصرى ربما يكون «أجيرى» مضطرًا فى بدايته وانطلاقة مشواره لاستمرار الشكل العددى القديم وهو «٤٢٣١» لعدة أسباب على رأسها غياب مطورى الأداء فى وسط الملعب، فجميع ‏اللاعبين الذين شملتهم القائمة فى المنتصف، يجيدون الأدوار الدفاعية فى الارتكاز، أو اللعب على الأطراف، بينما لا يزال القوام المصرى مفتقرًا لصنّاع اللعب المهرة من عمق الملعب. ‏
لكى يبدل «أجيرى» الشكل إلى «٤٣٣» أو «٤١٤١» فهو فى حاجة لثنائى يلعب أمام ارتكاز وحيد، مهمة هذا الثنائى صناعة اللعب من العمق وتبادل الأدوار مع الجناحين، عوضًا عن التزامهما ‏بالقيام بالأدوار الدفاعية على أطراف الملعب أمام ظهيرى الجانبين «مثل كروس ومودريتش مع مدريد»، لكن فى الواقع لا تمتلك الكرة المصرية هذه المواصفات حاليًا، وإذا كان بعض اللاعبين مؤهلين ‏لهذا الدور فإنهم يحتاجون لوقت يعتادون فيه على هذه الطريقة مع أنديتهم أولًا.‏
مستقبلًا، ربما يجد «أجيرى» ضالته التى يبحث عنها فى ثنائية مكونة من محمد مجدى «أفشة»، لاعب بيراميدز، وإلى جواره حسين الشحات، رغم أن الأخير يُجيد أكثر عندما يلعب كجناح. ‏
إذن.. كيف سيكون الشكل مع أجيرى هذه المرة؟
سيحتفظ المدير الفنى لـ«الفراعنة» بـ٤ مدافعين، أيًا كانت أسماؤهم، وفى الارتكاز سيوظف طارق حامد ومحمد الننى كما العادة، لكن التغيير المحتمل هو زيادة الأدوار الهجومية لـ«الننى»، وتقدمه ‏للمناطق الأمامية بشكل مكثف.‏
ستكون الأدوار الجديدة لـ«الننى» أول الاختلافات بين طريقة «كوبر» و«أجيرى»، بينما سيبقى ثانى التغييرات المحتملة الأدوار الهجومية لكل من الظهيرين: فى اليمين أحمد المحمدى أو باهر المحمدى، ‏وفى الجهة اليسرى محمد حمدى أو أيمن أشرف.‏
مع «كوبر»، كانت الأدوار الهجومية للظهيرين أحمد فتحى ومحمد عبدالشافى منعدمة، وكان تقييدهما دفاعيًا شبيهًا بـ«الزواج الكاثوليكى»، ورؤيتهما فى الثلث الأخير من ملعب الخصم بمثابة الحلم الذى ‏انتظره الجمهور المصرى طويلًا، بينما سنرى اليوم ووفق منهج «أجيرى» الظهيرين - أيًا كان اسمهما- على مقربة من خط مرمى الخصم، يرسلان الكرات العرضية لأول مرة منذ زمن بعيد.‏

2‏- حسين الشحات صانع ألعاب متكامل يعفى صلاح من العودة والقيام بالأدوار الدفاعية

هل تتوقف الاختلافات بين «كوبر» و«أجيرى» عند هذا الحد؟
بالطبع لا، فأهم ما يميز فلسفة «أجيرى» هو الاعتماد على الضغط العالى بالمناطق الأمامية، والسعى الدائم لخطف الكرة من الخصم وحرمانه من تدويرها والاستحواذ عليها. ‏
وهنا تبرز النوعية المفضلة للأسماء التى يحتاجها بالخط الأمامى، فهذه الفلسفة تحتاج إلى مهاجمين يمتلكون سرعات كبيرة وقدرة على ممارسة الضغط على الخصوم بشكل قوى ومستمر، ومؤكد أن ‏محمد صلاح وتريزيجيه سيكونان الجناحين فى هذه الطريقة. ‏
يبقّى لـ«أجيرى» مركزان.. المهاجم الصريح وصانع الألعاب.. فمن الأنسب لطريقته؟
عندما نفكر بشكل قريب من فكر «أجيرى» فإن صلاح محسن- بسرعته وخفته وشبابه- هو المهاجم الصريح الأقرب لتشكيل ثلاثية ضغط قوية مع صلاح وتريزيجيه، بينما يبقى حسين الشحات هو ‏صانع الألعاب الأبرز لأسباب كثيرة جدًا، أولها قدرته على منح الخط الأمامى مرونة كبيرة، وإتاحة عملية تبادل الأدوار.. كيف؟
الشحات بالأساس هو جناح أيمن، وفى مرات أخرى أيسر، وثالثة فى دور المهاجم المتأخر، وقدرته على لعب هذه الأدوار الثلاثة سيكون مناسبا جدًا لتبادل الأدوار تارة مكان محمد صلاح الذى ستتاح له ‏حرية دخول العمق لممارسة الأدوار الهجومية كرأس حربة ثانٍ مع صلاح محسن.‏
ثانى الأسباب التى ترفع من أسهم الشحات إجادته القيام بالأدوار الدفاعية والعودة أمام الظهير الأيمن بسرعة كبيرة، عوضًا عن التزامه الخططى بما يقال له وخفة حركته، وهذا يؤهله ليكون الجناح الأيمن ‏عندما نفتقد الكرة، الأمر الذى يعفى محمد صلاح من العودة والقيام بأدواره الدفاعية.‏
واجه الفريق المصرى مشكلات كثيرة عندما لجأ «كوبر» إلى تكليف عبدالله السعيد «البطىء» بالعودة أمام الظهير الأيمن، فهذه المهمة أعاقت الأخير عن ممارسة أدواره الرئيسية فى صناعة اللعب، ‏وحرمت الفريق المصرى من الظهور بشكل هجومى مميز، بينما ستمنح خفة «الشحات» وقدرته على تبديل مركزه حسب مكان الكرة، شكلًا جديدًا، ومرونة أكبر.‏
سيتمكن «أجيرى» بهذه التشكيلة من أن يهاجم بشكلين متباينين، الأول «٤٢٣١» بتواجد صلاح جناح أيمن وتريزيجيه أيسر وبينهما الشحات خلف صلاح محسن، والثانى بدخول صلاح مهاجمًا ثانيًا مع ‏محسن، وتحول الشحات لجناح أيمن لتصبح الطريقة «٤٤٢»، وهو الشكل العددى ذاته الذى نتبعه عندما نفتقد الكرة ونعود للحالة الدفاعية.‏
أهم العوامل التى ستسهم فى نجاح تلك الطريقة، يقظة الظهيرين وحالتهما البدنية، فهما مطالبان بالصعود خلف الجناحين لتقريب المسافات معهما وحرمان الخصم من تناقل الكرة، كما أنهما مطالبان بأن ‏يتقدما بالكرة ويحاولا المراوغة وأن يجيدا موقف لاعب على لاعب، فهى مهام جديدة افتقدناها طويلا، وستطور الفريق كثيرًا.‏
بشكل كبير، ستفلح الفلسفة الجديدة لـ«أجيرى» أمام النيجر، وربما نظهر بشكل أكثر تطورًا هجوميًا، ومؤكد أيضًا أننا سنستفيد من ارتفاع معدلات الجرى فى الملعب التى ستزيد بوجود لاعبين شبان أمثال ‏محمد حمدى وحسين الشحات وصلاح محسن، إلى جانب ركائز القوة المعتادة، لكن هذا لا يعكس بشكل كبير أن الفريق تغير وتبدل بشكل كامل، لأننا سنحتاج لمزيد من الوقت للتعرف أكثر على أفكار ‏المدرب، كما سنكون فى حاجة أيضا لمواجهة خصوم أقوياء حقًا، وليس فريقًا بسهولة النيجر. ‏

3‏- صلاح محسن مهاجم أول منتظر.. وسرعته وحسه التهديفى نقطتا قوة

سنوات طويلة عانت فيها الكرة المصرية من غياب رأس الحربة الصريح، ومع تطور طرق اللعب، وظهور أدوار جديدة لرأس الحربة الذى لم يعد مجرد الهداف الذى يحول الكرة داخل منطقة الجزاء ‏وبالقرب من الستة ياردة، بل بات مطالبًا بالخروج على الأطراف والنزول للخلف، والقيام بأدوار دفاعية تارة، وصناعة اللعب تارة أخرى.‏
أصبحت الكرة فى مصر بحاجة ملحة للاعب جديد بمواصفات جديدة تؤهله للقيام بتلك الأدوار التى يقوم بها وليد أزارو مع الأهلى.‏
صلاح محسن هو ذلك المهاجم الشاب صاحب «البرجل» الواسع والسرعة الفائقة واليقظة الكبيرة داخل منطقة الجزاء التى تمنحه قدرات تهديفية عالية، لكن ينقصه فقط مدرب يُسهم فى تطوير تحركاته ‏وقراراته أمام المرمى.‏
كان محسن فى الآونة الأخيرة ضحية غياب حالة الاستقرار الإدارى والفنى بالأهلى، وتسبب غياب صناع اللعب والأجنحة فى عدم مساعدته بالدقائق القليلة التى يحصل عليها، لكن حسه التهديفى العالى ‏وقدراته البدنية الرائعة مكنته من أن يترك بصمة واضحة توحى بأن لديه من الملكات والقدرات التى تؤهله ليتحول لمهاجم نفتقده كثيرًا فى مصر.‏
ستكون مباراة النيجر فرصة حقيقية لمحسن الذى سيستقوى بمجاورة تريزيجيه وصلاح والشحات، وربما تكون هذه المباراة بمثابة الانطلاقة الحقيقية فى حال ساعد نفسه بالتخلص من الضغوط ورهبة ‏قميص المنتخب الذى يرتديه لاعب ما زال فى أولى خطواته وفى حال ساعده زملاؤه، ومعها سنشهد ميلاد مهاجم سيكون رأس الحربة الصريح للفراعنة لسنوات طويلة.‏
طريقة أجيرى الهجومية وسهولة الخصم، عاملان يمنحان محسن طريق النجاح الذى لم يجده كثير من المهاجمين مثل أحمد حسن كوكا ومروان محسن، لضعف قدرتيهما الفنية من جهة، ولغياب الرؤية ‏الهجومية من جهة أخرى.‏
تألق صلاح محسن فى مباراة الغد، وعودته إلى فريقه الأهلى بروح معنوية عالية، واستمرار الدفع به مع فريقه أمور مهمة للغاية ستخدم الكرة المصرية، ليت أجيرى وكارتيرون يتيقظان لها.‏